الصفحات

الأحد، 2 يناير 2011

السرقه عند الاطفال

عندما يسرق طفلك، هل يعنى هذا أنك أم فاشلة؟ هل سيكون إنساناً غير أميناً عندما يكبر؟ إليك نصائح الخبراء التى تجيب عن تساؤلاتك ونصائح مفيدة تساعدك على غرس الأمانة فى طفلك.


يأتى طفلك من الحضانة وجيبه ملئ بمكعبات وألوان الحضانة ويقول بفخر أنها خاصة به. رغم أن انزعاجك من هذا الموقف أمر مفهوم لكن لا تبالغى فى رد فعلك. كل ما فى الأمر أنه يحاول التواؤم مع العالم الذى ينمو فيه ويحتاج لتوجيهك ليساعده على تعلم القواعد الأخلاقية السليمة.



يقول د. إيهاب محمد عيد – أستاذ دراسات الطفولة بجامعة عين شمس - أن السرقة ظاهرة شائعة بين الأطفال، ويؤكد قائلاً: "لا يجب تفسير السرقة عند الأطفال على أنها عمل لا أخلاقى أو أنها مؤشر على أن الطفل سيكون إنساناً سيئاً أو له ميول إجرامية."



لماذا يأخذ الأطفال الصغار الأشياء؟

عندما يأخذ الطفل فى عمر الثالثة شيئاً لا يخصه، فهو يفعل هذا دون تفكير وبناءً على قدرته هو على الفهم. يوضح د. إيهاب قائلاً: "الطفل الصغير يرى العالم كمكان صغير يدور من حوله هو فقط، فهو لا يدرى السلوك المقبول اجتماعياً والسلوك الغير مقبول ولذا فهو لا يفهم أن هناك أشياء تخص أحد غيره. كل ما يعرفه أن شيئاً أعجبه فلابد ببساطة أن يأخذه."



يقول د. إيهاب أن وجود الدافع لدى الطفل فى أن يرغب فى الحصول على شئ هو فى الحقيقة علامة صحية، لأن هذا يعنى أن ذكاء الطفل مناسب لسنه وأنه على درجة من الإدراك تجعله مهتماً بالعالم الخارجى. يقول د. إيهاب: "الأطفال بطبيعتهم يحبون البحث والتفتيش."

كيف نعلم أطفالنا مفهوم الملكية الخاصة؟

رغم أن طفلك قد لا يستوعب فى البداية معنى الملكية الخاصة، لكن أكدى له على الفرق بين معنى كلمة "يخصنى" وكلمة "يخصك" لأن هذا هو الأساس لفهم أن أخذ أشياء الآخرين خطأ. بعض الأطفال يختلط عليهم الأمر عندما يطلب منهم آباؤهم مشاركة أخوتهم فى لُعَبهم، فالطفل يعتقد أنه طالما يشارك أخوته فى الأشياء فى البيت، فيمكنه أخذ أشياء الآخرين فى أى مكان. أخبرى طفلك أنه لا بأس من أن يستخدم لعب الأطفال الآخرين والعكس ما دام يتم ذلك بعد استئذان صاحب الشئ وما دامت تعاد الأشياء فى النهاية لأصحابها.



يجب أن يكون الآباء قدوة جيدة لأبنائهم، فإذا رأتك طفلتك تفتشين فى متعلقات والدها، ستفعل نفس الشئ فى أشيائك بمجرد أن تديرى لها ظهرك. أخبرى زوجك أمام أطفالك أنك تحتاجين لأخذ شئ من درجه.



وبطبيعة الحال يجب أن يتعلم الطفل أن الاستئذان ليس دائماً رخصة فورية للحصول على ما يريد، لكن فى نفس الوقت لا يجب أن يُجاب الأطفال الصغار دائماً بقول "لا" عندما يستأذنون لأن هذا قد يجعلهم يتوقفون عن الاستئذان ويحاولون اكتشاف الأشياء الممنوعة فى غير وجود الأم والأب. فبدلاً من الرفض القاطع، حاولى جذب انتباههم إلى نشاط آخر ممتع لهم.



بنمو الأطفال، سيعرفون أن القاعدة الذهبية هى الاستئذان. وفى النهاية سيشعر الطفل بقدر من الذنب عندما يأخذ شيئاً لا يخصه، وهى علامة جيدة لأن ذلك يعنى أن المجهود الذى بذلتيه معه لتعليمه الأمانة وتنشأة ضميره قد أثمر.

ماذا تفعلين فى المواقف الحرجة؟

من الوارد حدوث مواقف محرجة، فكم من أطفال أخذوا أشياء من السوبر ماركت وأمهاتهم غير منتبهات. عندما يذهب الأطفال إلى الحضانة، يبدو كل ما تعلموه عن الملكية الخاصة وكأنه لم يكن. قد يغريهم أخذ بعض الأشياء الخاصة بالحضانة فهى على حد علمهم ملك للجميع. كثير من الأمهات تشتكين أن أول مرة يسرق فيها أطفالهن كانت فى الحضانة. اشرحى لطفلك أن اللعب والأشياء التى يلعبون بها فى الحضانة تخص الحضانة وأن المُدَرسة تتركهم يلعبون بها لأنها تعلم أنهم سيعتنون بها.



إذا وجدت أن طفلك رغم كل جهودك لا يزال يأخذ أشياء الآخرين، لا تكونى قاسية معه أكثر من اللازم. بعض الآباء يشعرون أنهم مضطرون لمعاقبة أبنائهم أياً كان عمرهم إذا حدث الموقف أمام الآخرين. تقول إحدى الأمهات: "أنا أعرف أن طفلى ذا الخمسة أعوام ليس لصاً لكنه عندما أخذ شيئاً من مكتبة جارتى وضبط متلبساً، شعرت أنها تتوقع منى أن أوبخه بعنف، ففعلت."



يؤكد د. إيهاب أنك تضرين طفلك أكثر من نفعه عندما تطلقين عليه كلمة "لص"، فالطفل لا يجب أن يسمع من أمه هذا الاتهام القاسى الغير عادل لأنه بهذا سيرى نفسه لصاً وسيسبب هذا ضرراً بالغاً لنظرته تجاه نفسه وهو يكبر. يمكن أن يُحَوّل الآباء الموقف السلبى إلى درس إيجابى يتعلم منه الطفل السلوك الجيد. يجب أن يتعلم الآباء والأمهات كيف يوصلون رسالتهم إلى أبنائهم بصبر وحب.



لماذا يسرق الأطفال الكبار؟

عندما يعتاد الطفل فى عمر الثامنة فأكثر على السرقة، فى هذه الحالة يكون هناك ما يدعو لأن يقلق أبواه. يقول د. إيهاب: "الطفل الكبير يعرف أن ما يفعله خطأ، ولذا فغالباً هو يفعل ذلك لأسباب أكثر تعقيداً."

وجد الأخصائيون النفسيون أن كثير من الأطفال الكبار الذين يسرقون لديهم مشاكل فى البيت. من الممكن أن يكون تصرف الطفل محاولة منه لجذب الانتباه - حتى ولو كان هذا الانتباه سيكون على شكل عقاب - لأنه يشعر بالإهمال من أحد أبويه أو كليهما لانشغالهما بأخيه أو أخته على سبيل المثال. أحياناً عندما يكون جو البيت مضطرباً، مثلما هو الحال عندما يتعرض الطفل لعنف أو عندما يكون الأبوين على خلافات دائمة، يلجأ الطفل إلى القيام ببعض الجرائم. عندما يفعل هذا يشعر بالقوة والأفضلية لأنه استطاع أن يحتال على الآخرين.



وجهى لطفلك فى هذه المواقف لوم برفق ولا تبالغى فى رد فعلك لأن الأطفال الأكبر سناً يمكن أن يتسموا بالعند، وانفجار الأبوين فى الغضب قد يجعل المشكلة أسوأ. لكى توقفى طفلك عن السرقة، يجب أن تتعاملى مع الأسباب الحقيقية الكامنة وراء سلوكه. قد تكونين بالفعل على علم بهذه الأسباب، إذا كنت على سبيل المثال على خلافات مع زوجك. إذا كنت لا تعرفين الأسباب وراء سلوك طفلك، ابحثى فى كل جوانب حياته سواء داخل البيت أو خارجه.

اقرئى وابحثى فى موضوع السرقة عند الأطفال سواء بقراءة كتب جيدة أو استخدام الإنترنت والدخول على المواقع الموثوق بها والجئى لأخصائى نفسى إذا شعرت أنك تحتاجين لذلك.



إذا بدأت الأمور تخرج من يدك وباءت محاولاتك للإصلاح بالفشل، قد تحتاجين للذهاب إلى أخصائى نفسى مع طفلك. يستطيع الأخصائى تحديد أسباب سلوك طفلك وسينصحك بما يجب أن تفعليه. أياً كان الحال، تذكرى أنه بإمكانك دائماً السعى لغرس الأمانة فى طفلك، فلا تيأسى، واستمرى فى محاولاتك، فطفلك يستحق المجهود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق