الصفحات

السبت، 15 يناير 2011

حياة مستقرة | الزواج الثانى - جوز ماما

كيف يكون الزواج الثاني بالنسبة للمرأة وهل تسعى وراءه الأرملة أو المطلقة سعيا أم يفترض أن ترضى بقسمتها ونصيبها من أجل الأطفال؟ وهل هو في نظر المرأة الملاذ والخلاص والاستقرار وبر الامان؟

العادات والمفاهيم الاجتماعية تدفع المرأة للزواج مرتين.
التقينا في موسم الأعراس وخلال مهرجانات الزواج الجماعي ببعض النسوة اللاتي يعشن تجربة الزواج الثاني فتقول إحدى صاحبات هذه التجربة: الزواج الثاني بالنسبة لي أكثر استقرارا وهدوءا من الزواج الأول بفضل اهتمامي بالحفاظ على حياتي في منزلي الثاني واستفدت من التجربة السابقة التي انتهت بالانفصال وأحاول بقدر الامكان تلافي أسباب الانفصال الأول.

وتعترف سيدة اخرى قائلة ان المرأة في التجربة الثانية تجري نوعا من البرمجة العصبية واللغوية لعقلها الباطن، وتقنع نفسها بأن الزواج الثاني ينبغي أن يكون أكثر نجاحا واستقرارا لها ولمنزلها حتى تثبت لنفسها أنها لم تكن السبب في فشل العلاقة الاولى.
وتعتبر فاطمة مطلقة ولديها 3 أبناء وأن الزواج الثاني ما هو الا سلسلة وقائمة من التنازلات من قبل المرأة حتى وإن كان على حساب نفسها فأحيانا كثيرة المرأة تضرب وتهان لكنها ترفض الطلاق فهي لا تقوى على أن تواجه المجتمع وهي مطلقة للمرة الثانية، وتشاركها الرأي منى حيث توضح أن المرأة حينما تتزوج للمرة الثانية وتفاجأ بأن الزوج الثاني يحمل نفس صفات الزوج الأول في التعامل أو حتى التي تجده أكثر سوءا لا تتصرف كما كانت في المرة الأولى بل تتحمل وتصبر ولا تحاول أن تسمح للأهل بالتدخل في المشكلة، وترى أن تدخل الأهل يؤثر بشكل سلبي جدا وأن المرأة ستكون وضعها في غاية الحساسية لو طلقت للمرة الثانية.
الزواج الثاني للرجل
فكما هو الزواج الثاني للمرأة مشروع حساس للغاية وتوليه المرأة كل اهتمامها بعقلانية تامة طمعا في الهدوء والاستقرار في حياتها الزوجية الجديدة، كذلك هو حال الرجل وخاصة إن كان لديه أبناء من طليقته أو زوجته المتوفاة واستكمالا لما بدأناه في موضوع سابق حول الزواج الثاني للمرأة نتعرف على آراء المختصين وأصحاب تجربة الزواج الثاني عند الرجل.
خليفة المحرزي من التوجيه الأسري حيث قال: يقول سبحانه وتعالى (الرجال قوامون على النساء) وهناك كلام وعبارات متداولة وبكثرة بين الناس مثل (الرجال مهما فعل يظل رجال شايل عيبه) لكن هذا لا يعفيه من التفكير مليا قبل الإقدام على أي مشروع في حياته خاصة إذا كان هذا المشروع هو مشروع زواج إن كان للمرة الأولى أم للمرة الثانية والزوج المطلق حينما يقدم على الزواج للمرة الثانية عليه أن يراجع حساباته ويصلح ما به من عيوب ومعوقات أضرت بتجربة زواجه الاول الذي انتهى بالفشل والانفصال وكثير من الاحيان يخلف من وراء هذه التجربة أبناء في عهدته هم عرضة للضياع والتشتت.
وتؤكد الدكتورة فوزية الصويمل أخصائية نفسية أن الرجل حينما يقبل على الزواج للمرة الثانية هو لا يختار لنفسه زوجة فحسب بل يفضل أن تكون أما ومربية لأبنائه من زوجته الاولى، لذلك قرار الرجل في هذه الحالة هو في الحقيقة قرار صعب له وللابناء إن كان هناك أبناء والرجل هنا لو فشل في التجربة الأخرى لن يتحمل نظرة المجتمع له وهو مطلق للمرة الثانية فالناس ستقول هذا فلان مطلق مرتين وأي امرأة ستتردد كثيرا في الارتباط به بعد أن مر بتجربة فاشلة.
وترى جميلة الناصر أستاذة علم اجتماع أن التنازل بالنسبة للرجل والمرأة هو الأهم في تجربة الزواج الثاني لكي يعيشا حياة كريمة والبعد عن أسباب الشحناء التي يمكن ان تعكر استقرار الحياة الزوجية.
ويؤكد (أ.أ) متزوج للمرة الثانية أن معظم النساء يشتركن في كثير من الصفات السيئة التي تقلب حياة الرجل الى جحيم لكن علي أن أقبل بزوجتي كما هي وأتنازل وأغض عن مساوئها خاصة أن لدي منها ابنة وعندي ولدان من زواجي الاول وهما في ذمتي، لذلك علي أن أرضى بقسمتي ونصيبي.ويشاركه الرأي ابو عبدالله ويقول: أنا نادم أشد الندم على تطليقي وانفصالي عن ام عبدالله أحسست بهذا الندم بعد زواجي الثاني الذي لم يكن موفقا وانتهى كذلك بالطلاق وأنا الآن مستعد للتنازل عن كل شيء في سبيل ان تعود الي زوجتي الاولى وأم أبنائي فهي الوحيدة التي تتحملني.
ابراهيم يقول: الزواج الثاني مهما حظي بالتنازلات والاستقرار فيكون اسوأ من الزواج الاول وهذا ما مررت به من خلال تجربتي فانا لدي ابنة من طليقتي التي تزوجت وبعد زواجي الثاني حرصت كل الحرص الا تكون هناك مشاكل وخلافات لكن رأيت ان زوجتي الثانية تستغل هذا الشيء وهي دائما تخالفني وتحاول ان تضعف من شخصيتي امام ابنتي وتعيرني دائما ان زوجتي الاولى لم تتحملني وهي ترفض الاعتناء بابنتي وانها ليست مسؤولة عنها وانا الآن اعض اناملي ندما لانني ورطت نفسي في زواج ثان وانجبت ابناء وابنتي من زوجتي الاولى في ذمتي لذلك انا في حيرة.


------لماذا تحرم المرأة من حقوقها الشرعية التي توهب للرجل بكل كرم ومودة؟!

كثيرة هي الحالات التي شاهدتها في المجتمع. إذ يتوفى الزوج بينما المرأة ما تزال صغيرة السن.. وخوفا من الأقاويل ومن أخذ أولادها منها، تبقى دون زواجٍ لتلاحقها الشائعات وتطالها التهم من نساء خائفاتٍ على أزواجهن من امرأة أرملة أو مطلقة!!

لماذا لا يخرج المجتمع من القوالب القديمة التي وضع نفسه فيها؟! ويتحرر من ازدواجيته للمعايير؟!

ألا يحق للمرأة المطلقة أو الأرملة أن تحبّ وتتزوج وتمارس حياتها الطبيعية بعد غياب الرجل الأول عن حياتها؟

وفي أي تشريعٍ أو قانون أو دين تحدد صلاحية المرأة بزواج واحد؟

علينا إذاً السعي معا للخروج من قمقم العادات والتقاليد الفاسدة، وإطلاق حرية المرأة كما الرجل تماما.. إن أرادت تزوجت، وإلا فلتبقى بإرادتها مع أولادها.. وعلينا السعي لتغيير القوانين التي تحرم المرأة من حق حضانة أولادها في حال زواجها، لأن تلك القوانين هي من الأسباب الرئيسية في إحجام المرأة عن الزواج الثاني..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق